الجمعة، 20 فبراير 2015

لهب المذهب .. ومملكة الفتن

سليم السعداني- اليمن

الشيعة والسنة مذهبان متوازيان منذ القدم، متعايشان ينخرط فيهما الناس بطواعية وحب، غايتهم التعبد إلى الله، كل وفق مذهبه وانتمائه الشكلي.

هكذا مرت القرون السابقة، والعالم الإسلامي يعيش في سلام مذهبي ووئام مجتمعي، لم تؤثر التباينات المذهبية في اختلاف جوهر الدين أو العقيدة، بل ساهم ذلك في إثراء القاموس الديني الإسلامي بروايات متعددة، لتدعيم الرسالة والمضي وفق الرسالة الربانية، إلا أنه لوحظ في الفترة الأخيرة بروز التشطير الديني على الأساس المذهبي والطائفي، لنحر الشعوب العربية والإسلامية تحت يافطة الحفاظ على الإسلام والدين، بينما الواقع هو حرب فكرية أيدلوجية تلعب فيه خيوط السياسة لعبتها، لتركيع الشعوب لفكر معين ومذهب محدد، بما يخدم توجهات وسياسية أنظمة ما، ما خلق صراعا مذهبيا طائفيا، ولد ثقافة العنف والكراهية بين أبناء المجتمع الواحد، وهذا ما نشهده في بلدان عربية كالعراق وسوريا ولبنان واليمن، حيث جرت العادة أن تقوم مملكة المال ونفط الفتن في بث التفرقة المجتمعية والطائفية بين المجتمع الإسلامي والعربي على وجه الخصوص، فها هي اليمن الجارة الأقرب لها تكتوي بدخان نفطها، من خلال الترويج لمذهب وجماعة ما، على حساب مذهب آخر، وزرع الفتن فيما بينهم، وليس ما يحدث في دماج حالياً ببعيد عما تكرسه السعودية عبر مالها وإعلامها، من غرس المفهوم الانتقامي بين أتباع المذاهب والطوائف الدينية، وتحويل اليمن إلى صراع مذهبي هو بمنأى عنه..

اليمن وهو يمر بمرحلة تحول ديمقراطي لا يعجب جيرانه يعاني من ضعف وتدهور في النظام السياسي والاقتصادي، ما سمح لبعض الفئران المجاورة في ممارسة حفرها داخل جدار الوطن، وتسخير ممتلكاتها لزعزة أمن واستقرار اليمن بكل الوسائل والطرق العسكرية، كما يحدث من تجاوزات على الحدود بين فترة وأخرى، للاستيلاء على النفط والثروات، وعبر المال من خلال العنف الفكري والفتن الطائفية والمذهبية، التي تغذيها بنفطها لجعل اليمن دائما في موضوع المتلقي لهباتها، كي تتحكم بمصيره وتوقف مد التغيير وصوت الحرية قبل أن يمتطي ترابها، كي لا يعلو صوت أبنائها للمطالبة بحقوقهم التي حرمهم إياها النظام الملكي لـ” آل سعود”، وبالتالي فمن مصلحتها استمرار نزيف الدم اليمني والعربي، وزيادة الصراع الداخلي لتفكيك الشعوب العربية، ما يساعد في جعل هذه الدولة سلعة بسيطة بيد أمريكا والغرب، وهذا ما تطمح له دول الغرب منذ قرون.

ويبقى السؤال العريض إلى متى سيظل هذا النفط مصدر لتوسيع الجراح العربي وتعكير صف الشعوب التواقة للحرية وزيادة التفرقة المذهبية بين أبناء المجتمع الواحد ؟.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق