لونهم الأسمر ولباسهم الأخضر
يفترشون الأرض حين يرهقهم التعب ويخططون الشوارع ليرسمون لنا لوحة بيئية
جميلة بسواعدهم القوية المؤمنة بالعمل وإتقانه من أجل راحة شريحة واسعة من
المجتمع ومع ذلك يقابلون صنيعهم الجميل بكل أنواع اللامبالاة والنظرة
الدونية والتمييز العرقي والنظرة الطبقية لهم في اليمن.
هكذا هو حال المهمشين أو ما
يطلق عليهم ( الأخدام ) في بلدي الذين يستيقظون كل صباح من أجلنا ليقومون
بتنظيف الأحياء والشوارع تحت أشعة الشمس يعانون كل أنواع التعب والذل
والاحتقار من قبل الآخرين فقط للونهم الأسود ويتناسون بأن سيدنا بلال رضوان
الله عليه الأسود الحبشي كان أول مؤذن في الإسلام وأحد خيرة الصحابة.
أليس للإخوة المهمشين الحق
كغيرهم من البشر في العيش بأمان وحرية ومساواة، أليسو يمنيين مثلنا يجب أن
يحصلوا على المواطنة العادلة والحقوق الكاملة في التعليم والصحة والممارسة
الديمقراطية والعمل السياسي، فهم ليسو قطيع من الحيوانات حتى تستمر هذه
النظرة القاصرة لهم والتعامل اللانساني معهم، فهم بشر مثلنا يسهرون ويتعبون
من أجل راحتنا وخلق بيئة نظيفة لنا.
إلى متى سيظل هذا الصمت نحوهم
وإلى متى ستظل معاناتهم المستمرة متى ستكون لهم التأمينات التي تضمن لهم
العلاج وقت المرض والأمن وقت الكوارث فمازال البعض يسكن الخيام الممزقة
بجوار مقالب القمامة أي دين هذا الذي نعاملهم به وأي مواطنة هذه التي نتشدق
بها في حوارتنا.
المهمشين أو الأخدام كما يطلق
عليهم قنابل موقوتة إن لم يتم إنصافهم سيكون بالغد القريب الثورة الحقيقة
التي يجب أن نؤمن بها وبمطالبها كلها حتى يتم إنصافهم.
*كاتب صحفي وصانع أفلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق