شهدت العديد من الدول العربية حراكا تغييرا
عرف بثورات الربيع العربي الذي امتدت رياحه من تونس مرورا بمصر وليبيا
واليمن ثم سوريا التي مازالت حتى اللحظة تعيش حالة الحرب والخراب وكان لهذا
الحراك العديد من النقاط التي رافقته أبرزها سقوط حكام هذه الدول وبروز
تيارات أخرى صعدت للحكم مما ولد ردة فعل مغايرة نتيجة التخوف من سطو بعض
التيارات على الحكم في هذه الدول وبالتالي أصبحت الديمقراطية مهددة
بالانهيار في ظل بلدان البينة الاقتصادية والمناخ الديمقراطي ما يزال فيها
هشا ، بالإضافة لتزايد شلال الدماء في بعض الدول كما يحصل حاليا في سوريا
وبالتالي حين ننظر للديمقراطية في هذه الدول نجد بأنها مازالت عبارة عن
لعبة نتغنى بها في أحاديثنا وإعلامنا بينما الواقع عكس ذلك وعليه إن أردنا
فعلا التغيير الحقيقي والممارسة الصحيحة لمفهوم الديمقراطية يجب علينا
التخلي عن قناعتنا الشخصية الضيقة والاعتراف بنتائج الديمقراطية ايا كانت
طالما ارتضينا ممارسة العمل الديمقراطي فلذلك صار علينا لزاما الاحتكام
لنتائجها مهما فاز بها أي تيار يخالفنا الرأي أو التوجه في الأخير هكذا هي
الديمقراطية مناخا يفوز بها من يقنع الآخرين ببرنامجه وعليه من أجل الوصول
لنظام ديمقراطي حقيقي بعيدا عن الصراعات الداخلية يجب أن نؤمن بحاجة أسمها
التغيير وأن لا شي ثابت في هذه الحياة وأن نعي أهمية المرحلة الجديدة التي
نعيشها فيما بعد الحراك العربي والذي يدعي إلى أن نفتح اسماعنا لكل الآراء
ونتقبلها أيا كانت من أجل التعايش السلمي بدون صراعات داخلية وتقبل كل
المعتقدات والتيارات المتباينة في آرائها وتوجهاتها طالما كل هذه المكونات
تعمل من أجل بناء الوطن وفي ظل النهج الديمقراطي لا يوجد أحد يتفرد بالقرار
أو بالرأي ويحكم به على الآخر وإنما هناك ممارسة حقيقية لمفهوم
الديمقراطية يحتكم لها الجميع
ونظرا للنتائج المترتبة على ممارسة
الديمقراطية التي قد تمنح البعض فرصا في تحقيق مكاسب معينة لكن في الأخير
حين تصبح الديمقراطية سلوكا معاشا في المجتمع نرسي قواعد جيدة لعملية
التداول السلمي للسلطة وكذلك عملية القبول بالآخر في كل جوانب الحياة التي
دائما تتطلب تواجد الاختلاف والتباين لكن في النهاية هناك قواسم مشتركة
وقواعد أساسية يرضخ الجميع لها في سبيل الرقي بالمجتمعات واستمرار الحياة
الإنسانية باعتبار الكل يسعى لتحقيق رغباته لكنه يحتاج للآخر ليكمل معه هذه
الأشياء لأنه دائما هناك احتياج لكل طرف يلبيه له الطرف الآخر وبالتالي
العمل الديمقراطي يساعد في تقليص هذه الفجوة وردمها من خلال مساعدة الآخر
في احتياجه بطرق ديمقراطية
*كاتب صحفي وصانع أفلام
| ||||||||||||||||||||||
إضافة تعليق || طبـاعة || إرسـال || عدد القراءات : 390 | ||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||
|
مدونة تهتم بنشر الفرص الإعلامية والثقافية .. بالإضافة للكتابات وإبراز المواهب العربية
الأحد، 4 أغسطس 2013
الديمقراطية .. اعتراف بالخصم
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق