سليم السعداني
مسئول الإعلام والمناصرة - المؤسسة الوطنية للتنمية وحقوق الإنسان
تمر اليمن بأوضاع مأساوية جراء العنف
الذي تشهده البلاد ، نتيجة تنامي ثقافة الاقتتال
الداخلي وكذلك التدخل الخارجي عبر عاصفة الحزم لأكثر من شهر ين حيث زادت موجة
العنف والاقتتال في البلاد بشكل كبير جداً
مخلفةً الكثير من الضحايا، وكذلك تشريد المواطنين ونزوحهم جراء أعمال العنف في
أكثر من مدينة مما حدى بالبلد الوقوع في كارثة إنسانية.
إن المتابع لما يجري على الأرض اليوم
يكتشف حجم الكارثة الإنسانية التي تمر بها اليمن والتي تجعل من الجميع وخصوصاً
منظمات المجتمع المدني أن تقوم بواجبها ودورها وتتحمل مسئوليتها المجتمعية
والأخلاقية في تخفيف هذه المعاناة من خلال المشاركة بفاعلية في عملية الإغاثة وتقديم
المساعدات الإنسانية والضرورية للمواطنين من غذاء وإيواء وخدمات صحية للتقليل من
حجم الكارثة.
اليمن اليوم يشهد نزوح جماعي وانعدام
للخدمات الأساسية كالماء والكهرباء وكذلك ضعف شبكة الاتصالات واحتمال تعرضها
للتوقف بسبب الانعدام في المشتقات النفطية نتيجة الحرب الدائرة والحصار المفروض
جواً وبراً وبحراً على اليمن ، وبالتالي فإننا أمام كارثة حقيقية تستدعي تكاتف
الجهود ومطالبة العالم أجمع برفع هذه المعاناة ووقف الحرب في اليمن بشكل عاجل لكي
تتمكن جهود الإغاثة من الوصول للمتضررين بشكل عاجل لتخفيف معاناتهم كون الأضرار لم
تعد بشرية فقط بل هناك أضرار اقتصادية واجتماعية عملت على إحداث شرخ في النسيج
المجتمعي ، وبروز اختلافات طائفيه ومذهبية جميعها تساهم في زيادة الكارثة
الإنسانية وتفاقم الأزمة بشكل كبير.
انها دعوة من هذا المقام لكل المنظمات
الإنسانية والتنموية في اليمن والعالم أجمع للتحرك العاجل للضغط على وقف العنف
والعدوان والاقتتال باليمن والدعوة للسلام ، والتدخل لتقديم المساعدات الإنسانية
والغذائية والإيوائية بشكل سريع لاحتواء
الكارثة والتقليل من المخاطر التي قد تنتج في حال استمر الوضع على ما هو عليه ،
كما يجب أن تلعب المنظمات أسوة بالمؤسسة الوطنية للتنمية وحقوق الإنسان في التواجد
في مناطق الصراعات لعمل الإغاثة وتقديم المساعدات للمجتمعات المتضررة للحد من
الكارثة والمساهمة في تنمية المجتمع وتخفيف المعاناة .